نوران ورحيل

ا. د. محمد المليجي

سألنى صديق ماذا تعني لك نوران ورحيل؟ قلت له أن نوران هي أثار اقدامي على الأرض رسمت فيها ذكريات الطفولة وصورت فيها الحياة كما كانت زمان كما رأيتها وسجلتها كاميرات عقلى منذ الطفولة المبكرة فتشاهد وأنت تمر بصفحاتها طريقا طويلا للحياة يمر بدروب ووديان وزراعات وصحاري ولكنه عامر بالبشر والأحداث وكلما قرأت فى صفحت نوران وجدت أنها مجرد البداية لروايات كثيرة لم أقصها بعد ويمنعني من روايتها الحرج أحيانا والعادات والتقاليد أحيانا أخري ولكن نوران كالبنت البكر لها معزة خاصة.
أما رحيل فهي تمثل مرحلة أخري من النضوج البدني والأدبي وتزخر بقصص بعضها من الخيال المبني على حقائق وتجارب عشتها شخصيا والبعض يقص على القارئ واقع أكثر من الخيال وتجارب الآخرين حولي فى حياة الدراسة والسفر الخصبة بالتجارب الحياتية. وكما فى نوران توجد الكثير من القصص الانسانية التى لم تكتمل والتى أعمل على استكمالها فى روايات كاملة إن كان فى العمر بقية.
يبقى شيئا مهما وهو عملية النشر نفسها فرغم أن المؤلف البادئ مثلي يدفع تكاليف النشر ويقوم الناشر بإعداد المجموعة القصصية وتوزيعها على المكتبات إلا أن المؤلف لا يعرف عن مؤلفاته شيئا بعد ذلك إلا من خلال نقد جاد أو ثناء لقصصه فى أحد الصحف إن قرأها أحد وغالبا كل من يريد قراءة كتبك يطلبها هدايا ولا يعود على الكاتب أي عائد مادي بالمرة خاصة اذا كان الكاتب ليس لديه الوقت لمتابعة دار النشر التى لا تحاول الاتصال بك بعد أن تنشر مؤلفاتك.

لذلك فالنشر الأدبي فى بلاد العرب غير مشجع بالمرة فنوران ورحيل بالنسبة لي مثل طفلتين ولدتا فى عقلي وتربيتا في حضني ثم خطفتهما دور النشر والمكتبات الى الأبد بلا أي مقابل وسعادتي فقط فى أن يقرأها الناس

 

عن admin

اقرأ ايضاً

مؤلفاتي العلمية والادبية بمعرض الكتاب بالرياض

مؤلفات ادبية وعلمية منشورة للاستاذ الدكتور محمد عبد الستار المليجي

Leave a Reply