الرئيسية / الأدب / لقاء مع دب

لقاء مع دب

 محمد المليجي

 ذكر لنا الجيران انهم رأو دبا يتسكع بالقرب من صندوق القمامة القريب من بيتنا. ثم انسحب الدب الى الغابة المجاورة. سمعنا الخبر و لم يكن هذا غريبا فقد رأينا من شهور دبا آخر يعبر الطريق الذي مررنا به وذهب الى الغابة وهذا الأمر طبيعي في نيو جرسي

الدببة عامة لا تحب البشر وتخاف منهم، ولا يظهرون الا للبحث عن طعام في صناديق القمامة، ويعبثون بصناديق القمامة بالقرب من المنازل احيانا .

لذلك لم نهتم كثيرا بالخبر وعدنا الى البيت وخلدنا للنوم كالمعتاد. استيقظت في الخامسة صباحا وكان الظلام محيط والجو بارد للغاية ويقترب من درجة الصفر. ارتديت ملابس واقية من البرد وغطيت رأسي بقبعة سميكة من الصوف وخرجت متجها الى المسجد لصلاة الفجر .

خرجت من الباب الخلفي المواجه للغابة مباشرة والذي وأمامي مساحة صغيرة من المسطحات الخضراء تفصل بين باب البيت والغابة. سرت عدة خطوات نحو السيارة التى تبعد عشرة أمتار من الباب. رأيت شيئا ضخما اسوديقف على رجلين وينظر لى بعينين حمراوين تنعكس عليهما اضواء خافتة لمصباح وضع عند المدخل.

إنه قطعا دب. تجمدت كل وظائف الحياة فى جسدي وهممت بالاستدارة للعودة الى البيت، ولكن لن سيسعفني الوقت لفتح الباب المغلق وقد اختفى المفتاح في قاع جيب المعطف العميق .

عدت للخلف قليلا والدب ينظر لى مترقبا وكأنه يستعد للهجوم. وأثناء حركتي البسيطة شعرت بصوت آخر خلفى فالتفت لأجد دبا آخر حجمه اصغر قليلا يعبث بالعشب خلفي.

قررت الجري نحو السيارة لأختبأ بها وانحرفت بسرعة الى اليمين حيث تقف السيارة. وإذ بي اشاهد دبا ثالثا يقف عند السيارة يهزها بعنف ويحاول فتحها.

لا بد ان عائلة الدب كلها حضرت للفتك بي

تذكرت ان الدببة لا تهاجم الأجسام الميته، وتذكرت نصيحة المرشدين فى الغابات بذلك. قررت الانبطاح على الأرض وتصنع الموت . طرحت نفسي أرضا وأصبحت كجثه هامدة بلا أحراك

 عم الصمت لثواني قليلة، كانت طويلة كالدهر. لمحت بطرف عيني اليسري كبيرهم يقترب مني ويمد يده الغليظة وبدأ يهز في جسدي لعلي استيقظ. ولكني لم أستجيب.

اشتد الهز وبدأت اشعر بيده تلامس جسدي رغم ملابسي الثقيلةً فأمسكت بيده وإذ بها ناعمة كالحرير وسمعت زوجتي تصبح في.

ماذا حدث لك الا تريد ان تستيقظ للصلاة !!!

قفزت من السرير سريعا وارتديت ملابس ثقيلة استعدادا للخروج وعندما خرجت من الباب وكانت الدنيا مظلمة ونظرت على البعد ولم أجد دب واحد في انتظاري

كان كابوسا مرعبا وقدر ولطف.

دب

عن Mohamed El Meleigi

Professor of Plant Pathology and Microbiology Worked at University Alexandria Egypt, North Dakota State University, University of Kentucky, Kansas State University, king Saud University, Qassim University

اقرأ ايضاً

كبار السن، senior citizens

خواطر مسن

عندما نكبر في العمر نصبح أشخاصا مختلفين، تهدأ فينا الغرائز ويبقي العقل وتتأصل الحكمة، وتبطأ …

Leave a Reply