الكثير من النباتات تتحمل البرودة او انخفاض درجة الحرارة ويكون ذلك بسبب تركيبات تشريحية كوجود شعيرات كثيفة على سطح النبات او طبقات شمعية حامية او بسبب فسيولوجي كأرتفاع تركيز الأملاح بالعصارة الخلوية وهذا يسبب خفض درجة التجمد. ولكن الصقيع الشديد Frosting الذي يستمر احيانا لعدة ايّام فلا تتحمله معظم النباتات.
لفت نظري ذلك النجيل واوراق الصنوبر (الصور) التى يغطيها الثلج لأسبوع او اكثر ثم ينصهر عنها الثلج لتظهر يانعة خضراء ولَم يصيبها الا القليل من الضرر. ما هو السبب الحقيقي لهذه القوة الخارقة التى لا يتحملها إنسان او حيوان او نبات آخر.
فى عام ١٩٧٩ اكتشف هرمون نباتي جديد فى بعض النباتات اسمه brassinosteroids ووجد انه يؤثر إيجابيا على نمو النباتات ولكن لم يعرف متى وكيف وما هو الدور الحقيقي لهذا الهرمون.
قام الباحثون فى الجامعة التقنية بميونخ بدراسة ميكانيكية عمل هذا الهرمون ونشر بحث علمي فى مجلة Proceedings of the National Academy of Science يشرح كيفية عمل هذا الهرمون ودوره فى حياة بعض النباتات.
استخدم الباحثين نبات Arabidopsis thaliana كموديل للبحث ووجد ان هذا الهرمون يعمل فى الخلية النباتية عندما تتعرض للانخفاض الشديد لدرجة الحرارة فيحفذ الحمض النووي DNA (جين) ليستنسخ RNA ليصنع دهون جزيئية تنتشر فى الخلية لتحميها من التجمد وتمنع تكوين بلورات ثلجية. لذلك فالنباتات التى تمتلك وفرة من هذا الهرمون هى التى تتحمل الصقيع.
كيف اصبحت هذه النباتات بهذه الصورة ؟ بالطبع من المنطقى ان معيشة هذه النباتات فى المناطق الباردة أكسبتها هذه الصفة او ان باقى النباتات التى لا تتعرض للبرودة فقدت صفة تصنيع هذا الهرمون مع ملايين السنين ولكنها أدوات وظفها الله لعمل مخلوقاته.
المهم فى هذا الاكتشاف هو انه اصبح من الممكن تصنيع هذا الهرمون ونشره على النباتات لحمايتها من الصقيع وليستمر النمو فيها كالمعتاد
ا . د. محمد المليجي
البحث
Marina Eremina, Simon J. Unterholzner, Ajith I. Rathnayake, Marcos Castellanos, Sean T. May, Klaus F. X. Mayer, Wilfried Rozhon and Brigitte Poppenberger: Brassinosteroids participate in the control of basal and acquired freezing tolerance of plants, PNAS 2016..