ا. د. محمد المليجي
الكاتب: admin بتاريخ: الأحد 18-12-2011 04:03 مساء
النباتات لا تتحرك وإذا مرضت تحتاج لمن يسعي إليها أو من يحضرها للعيادة النباتية وكلما كبر حجم النبات كلما ناله قسطا أكبر من الإهمال، فلا أحد يستطيع نقله ولا أحد يستطيع فحصه بدقة لإرتفاعه وكبر حجمه، واليوم قررت قبل ان أذهب الى عملي أن أزور مزرعة الجامعة وأتنقل بين النباتات في الصباح الباكر لعلى أتونس بهم
وأخرج نفسي من دائرة أحداث مصر المؤسفة، وبمجرد دخولي المزرعة لفت إنتباهي ظاهرة موت المسطحات الخضراء بشكل لم أراه من قبل ثم توالت المشاهدات العجيبة في صباح هذا اليوم.المشكلة الأولي هي موت المسطحات الخضراء بشكل بقع شبه منتظمة من النجيل (الثيل) محاطة بدوائر من النجيل الحي ( أنظر الصورة) وبالفحص والتدقيق وجدت ان سبب الموت بهذه الطريقة هو الصقيع الذي جمد مناطق البقع الرطبة من النجيل فماتت وابيض لونها بينما الحواف الخالية من الماء ظلت سليمة.
المشكلة الثانية:هي مشكلة أرقت الجامعة نتيجة موت الأزهار في مناطق عدة من ساحة الجامعة والإضطرار لإستبدالها دائما مما كلف الجامعة الكثير للحفاظ على رونقها وبساتينها ولذلك جمعت عينات من هذه الأزهار لفحصها ووجدت أن سبب المشكلة هو فطر الريزكتونيا الذي يخنق النبات من قاعدته ويجعله يجف ويموت ومشكلة هذا الفطر هو أنه واسع الإنتشار ويصيب عدد هائل من النباتات لأن نفسه حلوة ويعيش أيضا على المواد العضوية في التربة.
المشكلة الثالثة: هي تعفن البذور وموت البادرات الصغيرة في مشاتل الجامعة وبززيارتي للمشاتل وجدت إنتشارا لمرض موت البادرات الذي يسببه الفطر بيثيوم (أنظر الصورة) وكانت النباتات الصغيرة تتهاوي وتصرخ في مواجهة هذا الفطر الجبار الذي تساعدة وفرة المياه على الإنتشار بحيث يكتسح النباتات الصغيرة مثل العاصفة.
المشكلة الرابعه: هي مشاهدة زهور عصفور الجنة وهو يزرف الدموع في الصباح الباكر (أنظر الصورة) فتوقفت أمامه وسألته كيف وأنت بهذا الجمال والحسن وإبداع الخالق تبكي، غلتفت إلى العصفور بهدوء وقال لي إنها الحرية التي أفتقدها فليس في مقدرتي أن أطير مثل كل العصافير الجميلة، فأنا اسير المكان ولو لم تأتي ووتستمتع بجمالي لمت في مكاني ولم يراني أحد وأقصي ما يمكن هو ان يقطفني أحدكم ويذهب بي الى بيته لأكون أسير إناء مزخرف حتي أموت. قلت له كل المشاكل التي رأيتها اليوم لها حلول الا مشكلتك أيها العصفور فليس لدي حل لها ولك الحق في أن تزرف الدموع رغم جمالك الأخاذ.