لا شك ان هجوم حماس على اسرائيل في ٧ اكتوبر مهما وصفه الآخرون ومهما دكتور محمد المليجي: كانت نتائجة على الأرض من خسائر بشرية ومادية قد تحتاج غزة ٥٠ عاما لتعويضها فقد احدث زلزالا وتصدع في الكيان الصهيوني سيؤدي حتما الى اسرائيل اخري غير التى حاولوا اقناع العالم بها.
بعد هذا الهجوم الذي لم يستمر الا عدة ساعات ظهرت هذه الدويلة للعالم وكأنها مزرعة دجاج محاطة بسلك كهربائي. لم تستطيع كل اجهزتها الاستخبارية الجبارة كما يدعون ولا معداتها الالكترونية التى تبيعها لكل العالم ويتباهون بها في كل وقت كشف التخطيط او التوقيت لجماعات الجهاد ولم تحرك آلة الدفاع لديهم عند الهجوم.
انهارت دولة صهيون امام جماعات مسلحة لا ترقي الى جيش نظامي. انهارت امام جماعات لا تملك دبابة ولا طائرة ولا حتى فضاء يتدربون فيه. لقد خرجوا عليهم من الانفاق ليحطموا حلمهم ويكشفوا كذبهم على العالم.
لم تعد من الآن اسرائيل ارض الميعاد وقبلة اليهود في انحاء العالم. لن يستطيع أحد اقناع الحالمين من اليهود بالهجرة الى اسرائيل فهي مكان غير آمن للحياة. بل على العكس ستبدا الهجرة العكسية تباعا.
كل ما قيل عن قوتها الخارقة تبخر أيضا حين اسرعت امريكا لحمايتها بحاملة الطائرات والفي جندي بصورة فورية وحث الكونجرس على سرعة مدهم بمليارات الدولارات.
ظل الصلف والظلم يمارس على الفلسطينيين لسبعين عاما ولكنه لم يقتل فيهم حب الوطن وامل العودة. وخلال ثلاث حروب عربية لم يتحرر شبرا واحدا من ارض فلسطين بل ضاع ما تبقي منها في عام ١٩٦٧. لم يعد امام الفلسطينين الا تحرير ارضهم بأنفسهم. فشلت منظمة التحرير الفلسطينية في تحقيق ذلك وزاد فشلها عندما تبنت السلام طريقا لاستعادة الأرض المسلوبة.
الصهاينة لا يفهمون السلام اذا لم تكن خلفه قوة تدعمه، عقدت مصر معهم معاهدة سلام فقط عندما هزموا في ٧٣ ولولا شعورهم بقوة مصر لما جلسوا معها ولكانت سيناء حتى الآن ارض محتلة.
وبغض النظر عما فعلته حماس للجنود المصريين وما فعلته في اهل غزة انفسهم فما فعلته في ٧ /١٠ يغفر لها كل ذلك فقد هزمتهم شر هزيمة وكشفت للعالم كله هشاشة كيانهم. ورغم رفض امريكا واوروبا واسرائيل الجلوس مع حماس الآن الا انهم في النهاية سيجلسون معها او مع طرف فلسطيني لاقامة دولة فلسطينية.
يبقي السؤال عن نتائج هذه الحرب المجنونة في الأجل القريب وهل ستنتهي سريعا او تمتد لتشمل بلاد اخري وهل ستستطيع اسرائيل القضاء على تنظيم حماس كما وعدة حكومة إسرائيل شعبها ؟ هذا يحتاج الى مقال آخر.
الخلاصة هي ان ٧ اكتوبر بكل ما يحيط بها من ملابسات دقت مسمارا في نعش الحلم الصهيوني ووضعت اللبنات الاولي لإنشاء دولة فلسطين حتى ولو طال الزمن.