ا. د. محمد المليجي : البياض الدقيقي يسبب عرض يشبه الدقيق الابيض الى الرمادي الفاتح منتشر على سطحي الورقة وخاصة الاوراق الاقدم عمرا. البياض الزغبي عبارة عن بقع صفراء الى بنية على السطح العلوي للورقة يقابله نموات زغبية رمادية على السطح السفلي الورقة.
البياض الدقيقي من اكثر امراض النبات إنتشارا في العالم. هناك اعتقاد ان البياض الدقيقي ينتشر في الاجواء الحارة الجافة وهذا غير صحيح بالمرة. فالبياض الدقيقي ينتشر بشدة في البيوت المحمية وغالبا في الاوراق القديمة المظللة والأكثر تزاحم ورطوبة. تفضل فطريات البياض الدقيقي الأيام الدافئة والليالي الباردة ودرجات الحرارة المعتدلة (20 درجة مئوية إلى 30 درجة مئوية). في درجات حرارة الأوراق أعلى من 32 درجة مئوية ، يتم قتل بعض جراثيم ومستعمرات الفطر. الظل أو شدة الإضاءة المنخفضة وكذلك الرطوبة النسبية العالية (أكبر من 95٪) تناسب انتشار فطريات البياض الدقيقي. تزاحم النباتات والتظليل يقلل من درجة حرارة النبات ويشجع انتشار البياض الدقيقي. تحتاج جراثيم البياض الدقيقي الى ابتلال سطح الورقة بالماء لتنبت.
ينتشر البياض الزغبي عمومًا في درجات الحرارة الباردة (15-23 درجة مئوية ) والرطوبة النسبية التي تزيد عن 85٪ على سطح الورقة. ولأن بعض اجناس البياض الزغبي يكون اكياس جرثومية بها جراثيم سابحة مثل البياض الزغبي في الخس فالماء الحر يساعد على انتشاره اكثر. اما الانواع التى تكون جراثيم كونيدية كالبياض الزغبي في الخيار فيكفي توفر رطوبة اعلى من ٨٥٪ لينتشر المرض وسقوط المطر يساعد فقط على انتشار الجراثيم بفعل الطرطشه.
لذلك يحتاج البياض الدقيقي والبياض الزغبي الى الرطوبة المرتفعة ولكنهما يختلفان في درجة الحرارة فقط.
نتائج البحوث العلمية عن تأثير سخونة الأرض على مستقبل هذه الامراض تقول ان كلا المرضين سيزداد انتشارهم بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة والحرارة وثاني اكسيد الكربون. ستظهر هذه الامراض في اوقات غير معهودة من قبل وستقل في اوقات اخري. ولكن الدفء الزائد والرطوبة الزائدة ستوسع من دائرة تواجدهم على المحاصيل المختلفة.