مشكلة تشخيص الآفات العشوائي عند العرب
ا. د. محمد المليجي
الزراعة كأي مهنة محترمة لا يجب ان يمتهنها الا من له علم بها ولكن الواقع ان الزراعة فى بلادنا يعمل بها كل من هب ودب والمشكلة الكبري لا احد يريد ان يصدق ان الزراعة تخصصات وان منتج الطماطم لا يعرف شيء عن العنب وان من يزرع التمور لا يتقن زراعة الخضر وان كل محصول له مواصفات ومتطلبات يجب دراستها قبل القيام بزراعته.
هناك فرق كبير بين الفلاح العادي والمهندس الزراعى فالفلاح التقليدي يزرع اكثر من محصول بالتجربة والممارسة ولا يفهم حقيقة ما يفعل ولا كيف يطور انتاجة كما يجب ان يقوم به المهندس الزراعي.
هناك بلاء منتشر بين المهندسين الزراعيين واصحاب المشاريع الزراعية عامة وهو الفتوي بلا علم والتطوع بالنصيحة بلا تريث وبلا تمحيص.
فى الصورة المرفقةمثل متكرر فى جميع المجموعات الزراعية حين يسأل احد عن مشكلة وحلها ويتطوع العشرات بالنصيحة ظنا منهم انهم يفعلون خيرا وهم ينشرون الجهل على الآخرين، وبالطبع هناك خبراء يتطوعون بالأجابة ولكنهم يتوهون فى بحر فتوي الجهلاء حولهم ومن الخطأ ان يدلى خبير برأيه فى هذا الوسط لأن البعض يتصور انه مثلهم لا يعلم الا القليل.
هذا الرجل صور مشكلة فى ثمرة مانجو وطلب التعرف على المشكلة وحلها وخلال ثلاث ساعات رد عليه ٢٦ خبير فى امراض وآفات المانجو !!!
الكل يجتهد بلا علم وبلا فحص للثمار ولا معرفة بأن تشخيص الامراض والآفات ليس للعامة بل له برتوكول وطرق علمية تحدد السبب وتصف العلاج.
الذي يسأل بهذه الطريقة مخطأ وكان عليه ان يأخذ العينة الى جهة علمية ليعرف سبب المشكلة ولكنه يريد حل سريع ومجاني وحصل على ٢٦ اجابة مختلفة وعليه ان يختار.
الذين يفتون ويجيبون عليه مثله مخطئون لأنهم حكموا على عرض قد يسببه مسببات عديدة ولا يمكن الفصل بينها الا بواسطة متخصص وخبير ولكنهم ظنوا انهم خبراء.
لا يمكن التشخيص من صورة الا لبعض الامراض والآفات الواضحة جدا والتى لهما سمة واضحة كالبياض الدقيقي والبياض الزغبي والمن والتربس على سبيل المثال وحتى فى هذه يجب استشارة خبير ومختبر معتمد.
الزراعة تخسر كل يوم بسبب الجهل والفتوي ورش المبيدات الخطأ التى لا تأتى بنتيجة وتلوث منتجاتنا الزراعية.
وكما يقول المثل إدي العيش لخبازه.