من أحداث الثورة :مصر الآن بلا حكومة
مصر بلا حكومة اليوم تأكدت بنفسي بلا أدني شك ان مصر الآن دولة تدار بالجهود الذاتية وانه لا توجد حكومة ولا يوجد قانون غير ذلك القانون الجاهلي الذي يعتمد على السيف والبلطه والخرطوش، كل ما ترونه أيها السادة من حكومة ورئيس دولة ووزراء رايحين جايين مجرد خيالات لا تحل ولا تربط وكل واحد في مصر يعمل ما يريد وبحسب حساباته الشخصية الأنانية جداً طالما لدية السيف والبلطجي والمال، اليوم سافرت في مهمة عاجلة من الاسكندرية إلى
كفر الشيخ وفي الطريق الزراعي رأيت العجب فقد تحولت ضفتي معظم الطريق الذي كان يسر الناظرين إلى مسلسل من القبح والمباني الشاذة والحظائر والورش وتلال من القمامة التي تشتعل بها الحرائق وتتصاعد الأدخنة منها لتحجب الرؤية تماماً في بعض الأحيان ويضيف إلى قبح المنظر قبح مسلك الذين يقودون سيارات من كل صنف من التكتك إلى النقل بمقطورة إلى الجرار الزراعي والكارو. الطريق الزراعي معرض كامل لتجارب الإنسانية في النقل منذ دابة موسي حتي الآن ولكن الشيء الوحيد الذي يجمع بين السائقين هو التناحة وسوء التقدير والتهور فيكاد يصدمك حتي ينجيك الله وتنحرف عن مساره المخالف. اليوم وبعد مدينة دمنهور وجدت السيارات مكدسة وأمامها حريق ضخم على قارعة الطريق فركنت جانبا لأستطلع الأمر إلى ان عرفت ان هذه من العادات شبه اليومية للفلاحين للتعبير عن سخطهم لشح المياه وجفاف المحاصيل، توجهت إلى أحدهم وسألته ما ذنب الناس في مشكلتكم ولماذا لا تذهبون للوزارة والدكتور مرسي قال ذهبنا للوزارة وضربونا ورحنا لقصر الاتحادية وكرشونا علشان كده ينعيش كلنا ينموت كلنا! ركبت سيارتي وسلكت طريق التائهين مثلي وسط المزارع أملا في إيجاد مخرج غير طريق النار هذا وكادت تسقط سيارتي في الترعة أنا وزوجتي ولكن سلم الله وتجمع المسافرين لرفع السيارة على الطريق حيث كنت عقبه في تحرك ركب التائهين إلى ان وصلنا إلى نقطة تعدينا فيها مكان قطع الطريق. وفي العودة إلى الاسكندرية قررنا ان نأخذ طريق طنطا إلى الاسكندرية ولكن عرفنا انه أيضاً مقطوع بمتظاهرين يطالبون بماء الشرب المقطوع عندهم من أسبوعين ؟ قررنا العودة من حيث أتينا وتخيلنا ان الطريق قد فتح ولازم يكون المتظاهرين زهقوا وروحوا بيوتهم ولكن خاب ظننا وعدنا لنجدهم قد احتلوا مسافة أطول على الطريق ولا يوجد عسكري واحد أو دورية واحدة على الطريق تقول ان في البلد حكومة وللمرة الثانية وقفنا مشلولين أمام المتظاهرين وهم يهتفون ضد مرسي والإخوان ويعتبرون ان وجودهم فأل سيء على البلد ووجدت أحدهم الذي شاهدني أصور الموقف وقال أنتا بتصورنا ليه، صور الترع اللى مافيهاش نقطة ميه وجراكن الديزل الفاضية والزرع الدبلان ووريهم لصاحبكم مرسي وقولوله خربت بيت الفلاحين، لم استطيع الجدال مع الفلاحين والترع فعلا خاوية وورد النيل ينهش الباقي منها وحتي فرع رشيد أصبحت مياهه ضحلة وورد النيل على مدي البصر بصورة محزنة لم أراها في حياتي والمصيبة الأكبر هي عندما وصلت إلى منطقة شوتس وأمام محطة ترام شوتس الشهيرة وجدت البشر متجمعين وكأنهم يشاهدون المسرح الروماني زمان وفي الوسط معركة حامية بالسيوف بين فريقين وهممت بالوقوف لاستطلاع الأمر ولكن صياح زوجتي ودفعها لى للابتعاد كان كصليل السيوف فقدت سيارتي بعيدا عن هذه المجزرة في غياب كامل للشرطة والأمن والدولة وشيء لله يا شيخ مرسي وربنا يكون في عون مصر والمصريين المحترمين وهم والله كثيرون
بتاريخ: السبت 01-06-2013 01:46 مساء