النانو تكنولوجي
النانو تكنولوجي فهو تقنية الأشياء فائقة الدقة و التي تقع أبعادها من1- 100 نانوميتر أو ببساطة 1 في المليون من الكل ( النانوميتر = 1/1000من المليمتر) وتسمي أيضا بتقنية الجزيئات حيث يكون العمل فيها بمكونات غاية في الدقة وتستخدم لها ميكروسكوبات ذات قوة تكبير هائلة
ويكون العمل بها في أجواء معقمة أكثر من أجواء العمليات الجراحية لمنع التلوث الجزيئي إثناء العمل .لذلك فمختبرات وأجهزة العمل في النانوتكنولوجي باهظة التكاليف ولكن مردودها الاقتصادي مجزي. أما عن مجالات النانوتكنولوجي فهي عديدة أقربها إلينا هذا الكمبيوتر الذي بين أيدينا والدقة العظيمة في عمله وقدرته علي تخزين وتوصيل المعلومات يرجع في الأساس إلي التطور الهائل في صناعة الموصلات Semiconductors التي حلت محل الموصلات الحرارية واللمبات الكبيرة التي كنا نراها ونحن صغار بحجم الخيارة الصغيرة في الراديو هات القديمة وكانت تسير إعجابنا والتي استبدلت بالترانزيستور ثم بشرائح الموصلات الدقيقة للغاية الموجودة حاليا، وعندما تشتري فلاش صغير لا يزيد عن حجم الإصبع الصغير وتجد انك تخزن عليه معلومات تزيد عن ألف صفحة من كتاب فإن هذا راجع للنانوتكنولوجي.
التطبيقات الأخرى للنانوتكنولوجي في مجالات الحياة كثيرة بعضها تم بالفعل والبعض ما زال في طور الإنتاج أو البحث وعلي سبيل المثال:
في مجالات الطب والصحة والدواء :
1- تصنع أدوية الآن غاية في النقاء وفي الفاعلية تأخذ بجرعات قليلة للغاية وتصل مباشرة حيث تحدث أثرها دون الحاجة إلي هذا العدد الهائل من الأقراص والحقن المؤلمة التي يحتاجها بعض المرضي.
2- تستخدم مجسات الكترونية غاية في الدقة محمل عليها أجسام مضادة تتفاعل مع الميكروب وتظهر وجوده الكترونيا في وقت وجيز دون الحاجة إلي زراعة الميكروب على بيئة وانتظار نموه بعد يوم أو أكثر وبهذه الطريقة يمكن الكشف عن الميكروبات الضارة بالأغذية
3- نال عالم المصري مصطفي السيد على الأوسمة الأمريكية في العلوم لاستخدامه جزيئات الذهب النقية لقتل خلايا السرطان في جسم الإنسان وهذا علاج يعتمد علي النانو تكنولوجي وله تطبيقات أخري.
في مجال الزراعة والغذاء :
1- تستخدم الآن مبيدات تعتمد على المواد الفعالة بنقاوة كبيرة بدلا من استخدام المواد الحاملة لها التي تمثل اكثر من 95% من وزنها عادة فيرش الهكتار ب 16 جرام مثلا من هذه المبيدات فيحقق الأثر المطلوب في مكافحة الآفة دون أن يلوث البيئة كما هو متبع حاليا.
2- العمل جاري لتركيب مواد نانومترية ترش علي المنتجات الغذائية او أغلفتها Nanocomposite coating بحيث تمنع وصول الميكروبات إليها.
3- استخدمت فلاتر من سلكات الألمونيوم مصنعة من جزيئات غاية في النقاوة لتنقية المياه من الشوائب والميكروبات دون الحاجة إلي استخدام المطهرات الكيماوية أو المرسبات للأوساخ وقد استخدمت هذه الفلاتر في سفينة الفضاء الأمريكية في رحلتها الأخيرة لتنقية المياه وإعادة استخدامها مرات ومرات، وتعتمد فكرة المرشح الجديد على ان سلكات الألومنيوم النقية تحمل شحنات موجبة بينما شوائب الماء وميكروباته تحمل شحنات سالبه فتنجذب إلي الفلتر ويمر الماء نقي، ولولا تقنيات النانوتكنولوجي لما أمكن الحصول علة هذه الجزيئات النقية المستخدمة في صناعة هذا النوع من الفلاتر.
هناك تطبيقات أخري عديدة في الصناعة بمجالاتها المتنوعة ويمكن الرجوع إلي مصادر معلومات عديدة بهذا الخصوص متوفرة على الشبكة المعلوماتية
أما عن ما أرجو بأن توفره لنا تقنية النانو فهي كثيرة ومنها:
1- تصنيع مادة جزيئية من لدائن قابلة للمطاطية بدرجة كبيرة طاردة للحشرات ولا تسمح بمرور الميكروبات وتسمح بمرور المواد الجزيئية مثل العناصر المغذية للنبات والغازات بحيث تعامل بها بذور النباتات وتتمدد هذه المادة مع تمدد سطح النبات تحت وفوق سطح التربة لتشكل غلاف واقي مستمر ضد هذه الآفات وتوقف استخدام المبيدات السامة والمسرطنة.
2- صناعة مجسات دقيقة تحس بالحشرات فتنبه النبات بأن يكون مواد طاردة لهذه الحشرات أو تنبه أجهزة معينة تطلق طاردات هذه الحشرات
3- صنع مجسات دقيقة يمكن تركيبها في الفم أو الأسنان تستطيع ان تحسب عدد السعرات الداخلة للفم وتبدأ في تشغيل الإحساس بالشبع عندما يحصل الجسم على حاجته،
وهناك أفكار كثيرة للنانوتكنولوجي ولكن من يطبقها إذا كنا نمارس الناموتكنولوجي بنجاح مستمر.. ومن يوقظنا من ثبات علم الناموتكنولوجي العميق إلي يقظة النانوتكنولوجي التي يعيشها العالم ؟
د. محمد المليجي