مرض البيوض في نخيل التمر Bayod Disease
مرض البيوض في نخيل التمر هو أخطر أمراض نخيل التمر في العالم وهو متوطن بالمملكة المغربية حيث قضي على أكثر من 60% من النخيل هناك وانتقل الى الجزائر حيث قضي على أكثر ن 30% من النخيل، لذلك يوجد حجر صحي نباتي على نقل النخيل اومنتجاته من هذه البلاد الي خارجه تحت أي الظروف، ولهذا وجب التعريف بالمرض ووصف أعراضه وطرق مكافحته حتي لا تتسع دائرة انتشاره، ويعتبر هذا المرض الفطري المتسبب عن الفطر فيوزاريون أوكسي سبورم من أقدم الأمراض النباتية المعروفة.
المنشأ والتوزيع الجغرافي والأهمية الاقتصادية:
ترجع تسمية هذا المرض بالبيوض الي انه يسبب ابيضاض الأوراق نتيجة اختفاء صبغة الكلورفيل ( اليخضور) منها. تم تسجيل المرض لأول مرة في 1887 بزاجورا بالمغرب وفي عام 1940 كان قد انتشر في زراعات عديدة في المغرب وبعد مائة عام كان قد انتشر من المغرب إلي غرب ووسط الجزائر ( (Killian and Maire, 1930وToutain, 1967))
موقف المرض بدول الخليج:
هناك مجرد اشتباه في وجود المرض حديثا ببعض دول الخليج ( انظر مداخلات المزارعين بالمنتدى بهذا الموقع) ولكن هذا لم يتأكد علميا وقد حذرت هيئات دولية من جلب بعض المزارعين لأصناف من المغرب لزراعتها بدول الخليج لتصدير منتجاتها للخارج مثل دجلة نور ورغم وجود حظر زراعي شديد على كل منتجات النخيل من المغرب والجزائر وتونس إلا أن بعض الناس الذين لا يدركون خطورة الأمر يحضرونها خلسة إلى دول الخليج مما قد يسبب كارثة لمحصول النخيل بالمنطقة. ويوجد مرض الذبول الفيوزاريومي بالنخيل بالمملكة العربية السعودية بصورة مؤكدة علميا ( المليجي وآخرون 1992) ولكنه يختلف في أعراضه وسلالة الفطر المسبب للمرض عن مرض البيوض المعروف بالمغرب والجزائر ولا يسبب الخسائر الفادحة التي يسببها مرض البيوض حتى الآن.
يسبب البيوض خسائر شديدة في نخيل التمر عندما يكون المرض منتشرا بصورة وبائية فقد قضي مرض البيوض في مائة عام علي اثني عشر مليون شجرة نخيل في المغرب وثلاثة ملايين شجرة في الجزائر، فقد قضي مرض البيوض علي الأصناف الجيدة والمرغوبة تجاريا والقابلة للإصابة خاصة التي تنتج ثمارا ذات جودة عالية وذات المحصول الوفير مثل مجدول ودجلة نور وبوفيجوس.
أعراض المرض
يهاجم مرض البيوض نخيل التمر في كل الأعمار فيهاجم الفسائل والأشجار الصغيرة والبالغة علي السواء
الأعراض الخارجية: تظهر الأعراض الأولي علي أوراق النخيل في وسط منطقة التاج حيث تصبح الوريقات رمادية اللون ثم تتحول إلي اللون الأبيض بدءا من قاعدة الورقة متجهة إلي القمة ويكون العرض منحصرا في البداية في جانب واحد من السعفة ثم ينتقل إلي الجانب الثاني بدءا من القمة ومتجها إلي القاعدة . تظهر صبغة بنية علي الجانب الخلفي من العرق الوسطي للسعفة ويتجه هذا التلون من القاعدة إلي القمة ويكون هذا التلون متوافقا مع وجود ميسليوم الفطر المسبب للمرض في الأوعية الخشبية للورقة. بعد ذلك تأخذ السعفة شكلا مميزا فتصبح مقوسة مثل ريشة الطائر المبللة التى تتدلى من جزع الشجرة، تطور هذه الأعراض من التلون الرمادي ثم الابيضاض والموت والتدلي من الشجرة قد يأخذ عدة أيام إلي عدة أسابيع.
تتكرر نفس الأعراض علي الأوراق المجاورة ويتسع المرض قطريا وتموت الشجرة عندما يصل المرض إلى برعمها الطرفي . وقد تموت الشجرة في عدة أسابيع او عدة شهور من ظهور الأعراض الأولي للمرض وتعتمد سرعة تطور أعراض المرض عل قابلية الصنف للإصابة وظروف الزراعة.
الأعراض الداخلية:
عند خلع بعض الأشجار المصابة من التربة يظهر عدد قليل من الجذور ذات لون محمر ويزداد التلون وضوحا باقتراب الجذور من المحيط الخارجي لقاعدة الشجرة ويمكن تتبع مسار هذه الجذور في مسارها داخل الأنسجة السليمة. عند عمل قطاع عرضي في الأنسجة المصابة يشاهد تلون بني محمر في الأوعية الخشبية ويستمر هذا التلون من الجذور حتى قمة النخلة. ولا يكتفي بالأعراض فقط بل يحتاج تشخيص مرض البيوض إلي تحليل معملي من متخصص في أمراض النخيل.
المسبب المرضي:
المسبب المرض للبيوض هو الفطر Fusarium oxysporum f sp albidinis (Killian and Maire, 1930, Malencon 1934& 1936).
بيولوجيا ووبائية المرض:
يعيش الفطر Fusarium oxysporum f. sp. albedinisi فى التربة وفي أنسجة النخيل الميتة خاصة الجذور المصابة في شكل جراثيم كلاميديه. ينتشر المرض في البستان من نخلة مصابة إلي أخري بتلامس الجذور ومن خلال الري حيث تساعد عمليات الري على نشر المرض, ويبقى الفطر في أنسجة النخيل وبقايا الأشجار المصابة.
العوائل الأخرى للمسبب المرضي:
من المعتاد أن تزرع محاصيل مختلفة بين أشجار النخيل و مكن ان يبقى الفطر فى النباتات التى تزرع مع النخيل مثل البرسيم الحجازي Medicago sativa L. والحنا Lowsonia inrmis L. ومحاصيل الخضر (Bult et al., 1967; Djerbi et al., 1985 and Louvet et al., 1973). وتستطيع هذه المحاصيل حمل المسبب المرضي للبيوض دون ظهور أعراض عليها.
مكافحة المرض :
المكافحة الكيماوية: لا ينصح بالمكافحة الكيماوية عن طريق تطهير التربة ولكن يمكن أجزاء المكافحة الكيماوية في حال اكتشاف المرض مبكرا حيث يتم خلع الأشجار المصابة وحرقها في موقعها ثم تطهير التربة بالكلوروبكرين وعدم الزراعة في الموقع إلى حين التأكد من اختفاء الفطر بطرق علمية.
المكافحة الزراعية: تؤدى المعاملات الزراعية المطلوبة لزيادة المحصول مثل التسميد الجيد والرى الوفير إلى إسراع عملية تطور وانتشار المرض لذلك لا يمكن الحد من هذه العمليات ولكن وجد ان إيقاف الري في الفترة من مايو الى أكتوبر تقلل من انتشار المرض . ونظرا لأن الفطر ينتقل أساسا عن طريق تلامس الجذور فان حفر خندق بعمق 2 متر حول الأشجار المصابة يقي باقي الأشجار فى البستان لمدة تصل إلى 10 سنوات .
الحجر الزراعي:
حيث ان أهم وسيلة لمنع انتشار هذا المرض هى منع وصوله الى النخيل ونظرا لأن الفطر المسبب للمرض ينتقل من خلال الفسائل المصابة وانسجة النخيل او منتجاته من خوص مصنع أو غير مصنع ومع التربة الملوثة والأسمدة البلدية الملوثة، لذلك اتخذت بعض الدول اجراءات وسنت قوانين تمنع انتقال أي من هذه المواد من الدول التى يتواجد فيها المرض اليها ومن هذه الدول مصر والمملكة العربية السعودية والعراق وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
المكافحة البيولوجية:
وجد أن بعض الواحات بالمغرب تخلو من المرض او يقل انتشاره بها، وبالبحث وجدت بعض البكتريا المنتشرة بمنطقة الجذور بتربة هذه الواحات تضاد الفطر المسبب للمرض وهناك محاولات لاستخدام هذه البكتيريا من الجنس بسيدوموناس فلورسنس لمكافحة المرض بيولوجيا.
المقاومة الوراثية:
تهدف الأبحاث حاليا إلي مقاومة مرض البيوض من خلال استنباط أصناف مقاومة وراثية للمرض وذلك عن طريق برامج الانتخاب والتهجين.